شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، سلسلة من الغارات العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، حيث بلغ عدد الغارات 13 غارة استهدفت عدة مناطق حيوية. وتأتي هذه الهجمات بعد توجيه إنذارات من الجيش الإسرائيلي لسكان المنطقة بإخلاء بعض المباني، بحجة استهداف مواقع ومنشآت تابعة لحزب الله. وقد أسفرت الغارات عن وقوع خسائر بشرية كبيرة وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.

استهداف أوتوستراد هادي نصر الله ومنطقة الليلكي

ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت أوتوستراد هادي نصر الله، وهي الغارة الثالثة عشرة على التوالي التي تستهدف منطقة الضاحية الجنوبية. وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان والمباني السكنية والمؤسسات التعليمية، مما جعلها عرضة لأضرار جسيمة. كما شنت الطائرات الحربية غارة عنيفة على منطقة الليلكي، بالقرب من الجامعة اللبنانية، حيث تم استهداف المنطقة بأكثر من صاروخ، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني.

الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارات بالإخلاء قبل الغارات

وكان الجيش الإسرائيلي قد وجه تحذيرات مسبقة لسكان بعض المباني في ضاحية بيروت الجنوبية، مطالبًا بإخلائها. وأعلن الجيش أنه سيعمل على استهداف ما وصفه "منشآت ومصالح تابعة لحزب الله". وتثير هذه التحذيرات مخاوف بين المدنيين، حيث يصعب على العديد منهم إخلاء منازلهم نتيجة تزايد الغارات المستمرة وصعوبة الوصول إلى المناطق الآمنة.
 

خسائر بشرية في مناطق متفرقة من لبنان

أسفرت الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية عن مقتل 29 شخصًا على الأقل، وفقًا لما أعلنت السلطات اللبنانية. وفي هجوم منفصل على قرية جون جنوبي لبنان، لقي 12 شخصًا مصرعهم، حيث استهدفت إسرائيل مبنى سكنيًا كان يضم نازحين. وتؤكد التقارير أن أعداد الضحايا مرشحة للزيادة في ظل استمرار الغارات وتعذر عمليات الإجلاء السريع للجرحى.

دعوات دولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين

أعربت العديد من المنظمات الدولية عن قلقها إزاء تزايد عدد الضحايا المدنيين وتدهور الوضع الإنساني في لبنان. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل للضغط على الأطراف لوقف العمليات العسكرية وفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة. كما حثت المنظمات على ضرورة حماية المدنيين وتجنب تدمير البنية التحتية، خاصةً في ظل تزايد الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان.