أظهرت دراسة حديثة أن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في مدن الساحل الأمريكي قد يشهدون غرق منازلهم في المحيط خلال العقود القادمة. الباحثون في المسح الجيولوجي الأمريكي (USGS) توقعوا أن السواحل الشرقية للولايات المتحدة ستتعرض لدمار كبير نتيجة ارتفاع مستويات البحار والفيضانات وتآكل الأراضي بحلول عام 2100.

وأشارت التوقعات إلى أن ارتفاع مستوى البحر بمقدار 3.2 قدم، كما يتوقع تقرير الأمم المتحدة، سيؤثر على أكثر من 14 مليون أمريكي من مدن مثل نورفولك في فيرجينيا وحتى ميامي في فلوريدا ونيويورك. وذكر التقرير أن هذه الظاهرة قد تتسبب في أضرار قد تتجاوز تريليون دولار وتؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 80% من الشواطئ في المنطقة.

في ذات الوقت، أظهرت دراسة أخرى أن الطلب الكبير على المياه في ولاية كاليفورنيا يتسبب في غرق أجزاء من الأرض بمعدلات غير مسبوقة. فقد اكتشف الباحثون في جامعة ستانفورد أن وادي سان خواكين يغرق بمعدل يقارب بوصة واحدة سنويًا، نتيجة استنزاف المياه الجوفية بشكل مستمر.

هذه الظاهرة، المعروفة بالانخفاض الأرضي (Subsidence)، تحدث عندما يتم استنزاف المياه أو الموارد الطبيعية من الأرض، مما يؤدي إلى انضغاط الرواسب الأرضية وتغيير بنية طبقات المياه الجوفية بشكل دائم.

تشير التقارير إلى أن 70% من سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة سيكونون معرضين لمياه جوفية ضحلة أو متزايدة بفعل ارتفاع مستويات البحر بحلول نهاية القرن، بينما ستزداد العواصف الساحلية والفيضانات بشكل ملحوظ. كما تتوقع التقارير أن الفيضانات الكبرى ستحدث خمس مرات أكثر مما كانت عليه في عام 2020 في غضون الثلاثين عامًا القادمة، مما يهدد بنية المنطقة التحتية مثل الطرق والمباني وأنظمة الصرف الصحي.

من جانبه، شدد الباحث في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، مانوكهر شيرزائي، على ضرورة إعادة التفكير في خطط بناء المدن المستقبلية، خاصة في المناطق الساحلية المعرضة للخطر، والعمل على تطوير استراتيجيات مرنة لحماية المجتمعات من تأثيرات ارتفاع مستويات البحر والطقس القاسي.