نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كشف حساب الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي, اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 05:35 مساءً
غياب التونسية عائشة بن أحمد عن عمل لجنة التحكيم
تأخير مواعيد الأفلام .. ولا رقابة علي تصوير الأفلام بالموبايل داخل السينما
و45 رقم ليس بهين كعدد دورات للمهرجان الذي انطلق عام 1976 علي مسافة من أقدم مهرجان في العالم فينيسيا الذي انطلق عام 1932. ولكن القاهرة في أوانه كان يعتبر الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا. وهي المكانة التي رسخت لكثير من التقدير من الجميع لاحقا. ولكن بالنظر الي المنافسة الحالية من مهرجانين صغار عمرا. بقدرات كبيرة وتوقيت مقارب. ويحيطون بالقاهرة مع كل مقارنة وهما الجونة والبحر الأحمر» يعيش القاهرة تحديات مزدوجة. خاصة مع عدم جاهزية فريقه للتغيرات المتسارعة علي مستوي صناعة الترفيه في العالم.
في دورته الأخيرة حقق كثيرا من الإنجاز. وقليلا من الاخفاق .. وهو إخفاق لم يغفره رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي الذي عام وراء الآخر ينطلق بصرامة أكثر في تغير المحددات والمعايير التي تنظم عمل المهرجان حتي يتجنب الانتقادات سواء من الصحافة أو من وزارة الثقافة التي كانت تقف بقوة في ظهر الدنجوان الشهير هذا العام لأسباب كثيرة. وأبرزها لا يخفي علي أحد. وهو تعاونه مع الوزارة في قرار كان صعبا العام السابق بإلغاء الدورة بسبب أحداث سياسية لم يلتفت لها أي مهرجان آخر.
هذا التأجيل أو الالغاء المؤقت. كما جني أرباحه. أيضا دفع حسين فهمي ثمنه. وهو ما يقودنا لسرد بعض من الهفوات والأخطاء التي عايشها الجميع في دورة هذا العام.
أول هفوة هي الأفلام غير الجديرة بالعرض. فحينما يحدد مهرجان مثل القاهرة السينمائي موعدا لانطلاقه في نهاية العام بشكل متأخر هكذا. فأنه في المقام الأول يحاول ضمان جمع كل ما يمكنه من إنتاجات نفس العام. العام الذي يتكون من 12 شهر. يصطاد القاهرة السينمائي انتاجات عشرة شهور منهم. وهي مساحة كبيرة للصيد منها او للاختيار منها. مساحة لا تحظي بها مهرجانات أول أو منتصف العام. وان كانوا يعوضون ذلك بشراء نسخ الأفلام بعروض مالية كبيرة. ولكن القاهرة في دورته الأخيرة عرض 194 فيلما.
وهو رقم كبير جدا من المستحيل أن يتمكن أي مشاهد من مشاهدته كله خلال تسعة أيام من الفعاليات. وهذا الرقم الكبير هو أيضا ما يجعلنا نتساءل عن السر وراء برمجة أفلام ليست من انتاج العام ؟ فالمهرجان لم يكن مضطرا لقبول 11 فيلما قديما -لم تعرض في الكلاسيكيات طبعا- وأولهم في فيلم "قاتلة" اليوناني الذي عرض في مسابقة اسبوع النقاد. وهو ربما يكن تنازلا مغفورا نظرا للقيمة الفنية الكبيرة للفيلم. والذي أثناء فعاليات المهرجان تم الاعلان عن ترشيحه للأوسكار ممثلا دولته. أما في برنامج الافلام القصيرة الذي يضم 32 فيلما وكلهم من انتاج 2024. كان هناك أربعة أفلام قديمة وهي خوخ. غنينا قصيدة. هبوط. ومع محبتي.
أما في قسم العروض الخاصة عرض فيلم "عندما يحل الظلام" إنتاج 2016. مع العلم ان بقية أفلام نفس القسم كلها انتاج 2024 ماعدا "في الكاميرا" إخراج نقاش خالد. و الفيلم المغربي "انا ماشي انا" إخراج هشام الجباري. والمبرر لبرمجتهم هو ان صناعهم كانوا مصرين علي مشاركتهم من العام السابق وبسبب الغاء الدورة السابقة لم يعرضوا في وقتها ! أما في قسم البانوراما الدولية فكانت هناك ثلاث مشاركات ليسوا من انتاج العام. الأول هو "ثيلما" الذي يمكنك مشاهدته علي اي موقع أفلام علي الانترنت من الصيف الماضي. والثاني هو "لعنة الجن" التايلاندي. وهو اختيار قد اتفهمه ان كان لصالح جذب جمهور الافلام التجارية من محبين الرعب. ولكن "ثيلما" تحديدا حائز علي تقييمات نقدية منخفضة في مقابل التايلاندي. أما الفيلم الثالث من انتاج 2021 بعنوان "دوار" للمخرج جاسبر نوي الذي تحيط باسمه أيضا اسئلة آخري كونه ضيف شرف! فـ "نوي" مخرج فرنسي كرمه المهرجان وقدم له ندوة جمعته بالجمهور. ولكن بعد الاطلاع علي الفيلموجرافي الخاص به اكتشفنا انه لا يعتبر اسما ساطعا في بلاده ولا أية بلاد اخري ولم يحقق انجازات تستحق منحه استثناء وتكريم مفاجيء غير مدرج بالجدولة الأولي للمهرجان!
وبما اننا لازلنا نرصد الأفلام التي حازت علي انتقادات عالية لعدم جدارتها بالعرض. فيأتي الذكر علي أبرز فيلمين علي الاطلاق. كان هناك اجماع علي ضعفهما الفني. الأول هو المغربي "أنا ماشي أنا" الذي يمكنك مشاهدة نسخة منه علي اليوتيوب -ياللعجب- والثاني هو "وين صرنا" الذي تقدم فيه الفنانة التونسية درة زروق نفسها كمخرجة وكاتبة سيناريو أيضا للمرة الأولي. ورغم انه لا أحد يتحفظ علي طموحاتها كفنانة ترغب في التجريب والدخول بشكل أعمق الي أمعاء الصناعة. ولكن الفيلم ضعيف لدرجة ملفتة. والأغرب هو أن المدير الفني للمهرجان اعترف في أحد اللقاءات الصحفية مؤخرا انه أحيانا يمكن قبول فيلم ليس علي مستوي عالي فنيا اذا كان سيجذب مزيد من الأضواء للمهرجان ويجذب مزيد من النجوم للسير علي سجادته الحمراء ! أما الفيلم المغربي فقصته قصة. فهو فيلم كوميدي خفيف وظريف. ولكن قامت منتجة الفيلم بتجربة عرضه بدوبلاج باللهجة المصرية. جعله يتجاوز كونه كوميديا الي كونه أضحوكة. فما زاد عن حده انقلب الي ضده. وهو ما حدث مع الفيلم الذي فسر لاحقا المهرجان ان عرضه في البرمجة جاء بناء مقابل مادي من صناع الفيلم !
ضيوف شرف في السر
ثاني مأخذ علي دورة المهرجان الـ 45. هو عدم الترويج بشكل كاف لأهم ضيوفها. ففي اليوم الأول من الفعاليات فوجيء الجميع بوجود النجم الأميركي "إريك روبرتس" في المسرح المكشوف حيث جلس لأكثر من ساعة مع حفنة قليلة من المهتمين. شغلوا أقل من ربع مقاعد المسرح بسبب عدم الاعلان عن وجوده من الأساس! وفوجيء الجميع بعدها بأنه حضر. وهو تعتيم راجع لسوء التنسيق مع الوكيل الذي دعاه للحضور والتكريم. وأيضا بسبب تشتت فريق المهرجان في عشرات الأمور الآخري التي جعلت الاعلان عن وجود نجم هوليوودي شهير وحائز علي الأوسكار. أمرا غائبا عن الوجدان.
ثاني ضيوف الشرف الذي صاحبت وجوده أسئلة هو الصيني "سيشينج تشين" والذي حضر مع أحد أفلامه. وقام بتكريمه الفنان حسين فهمي في قاعة السينما التي عرضت فيلمه. علي عكس ثلاثة آخرين من ضيوف الشرف قام بتكريمهم مدير المهرجان عصام زكريا قبل ندوات جمعتهم بالجمهور. فما السبب وراء غياب حسين عن ندوات الضيوف الثلاثة اريك روبرتس. جاسبر نوي. و جيم شيريدان ؟ وما سبب عدم تنظيم ندوة للمخرج الصيني ؟ فالمهرجان لم يفسر هذه التناقضات. رغم ما أشيع في الكواليس عن حدوث مشاكل أمنية تتعلق بالرجل الصيني. ما يجعلنا نعيد طرح السؤال بشكل آخر. فلو كانت هناك شوائب أمنية علي اسمه. فلماذا حضر من الأساس وتلقي التكريم في صالة السينما ؟ أم أن المسألة برمتها لا يقف وراءها أية أسباب غير سوء التنظيم؟!
حينما يشارك أي فيلم في مسابقة من مسابقات المهرجان. فهناك عددا من الضوابط الأخلاقية قبل الفنية. تحكم مشاركته في المنافسة. وأهمها مثلا ألا يكن هناك أي فرد من أفراد لجنة التحكيم مرتبطا بصناع هذه الأفلام أو مشاركا فيها. وهو أمر بديهي ومعروف. ولكن ماذا اذا كان منتج واحد من هذه الأفلام هو واحد من ممولين المهرجان المعلنين في الكتالوج الرسمي ؟ هذا السؤال يمكن طرحه بخصوص فيلم "ثقوب" للمخرج عبد المحسن الضبعان. والذي شارك في مسابقة افاق عربية وشارك في انتاجه هيئة الأفلام السعودية التي تعتبر واحدا من أهم رعاة المهرجان الرسميين. وهي الهيئة بالمناسبة التي افتعلت مشكلة في المسرح الصغير بالأوبرا وقت عرض الفيلم. حيث تبع العرض فقرة اسئلة مع فريق الفيلم. ثم خرجوا للتصوير مع بعض الكاميرات. ولكن تحول التصوير الي مشاحنة رباعية بين أفراد من هيئة الأفلام. وفنيين القنوات. وأمن المسرح. ومنظمين من المهرجان. هذه الأزمة كانت نتيجة لرغبة مفاجئة لواحد من موظفين الهيئة لسحب مخرج الفيلم أثناء تسجيله لاحد القنوات. وأجبره علي قطع الحديث وجذبه من ذراعه خارج المسرح فجأة! ربما في الأساس بسبب مشادة بينه وبين أمن المسرح. ولكن السبب الثاني لرغبتهم في املاء فريق الفيلم بعض المعلومات التي يفرضون عليهم قولها أمام الكاميرات. مثلما فعل موظف آخر من الهيئة مع بطلة الفيلم السعودية مريم عبد الرحمن التي قاطعها موظف الهيئة وهي تصور. وهو يحمل نصا في يده طالبها بقوله للكاميرا. هذا التصرف العنيف لم يعقبه لا تفسير ولا اعتذار سواء من الهيئة أو من المهرجان نفسه.
وعلي ذكر مشاكل التنظيم المرتبطة بالفيلم السعودي. فهناك فيلم آخر وهو "فخر السويدي". ولسوء حظ الفيلم فأن فريقه لم يتمكن من اجراء ندوة له بسبب ضيق الوقت بين نهاية الفيلم وموعد الفيلم التالي له في نفس القاعة. وهو أمر بالتأكيد يعود لسوء تنظيم من وضع الجدول ولم يضع هذا في الحسبان.
تكريم مشجعة الأفروسنتريك
رابع مأخذ علي المهرجان. هو صمته بخصوص ما فعلته الناقدة والموزعة البوركينية "كلير ديو" التي تسلمت جائزة عن المخرجة الاثيوبية "مايتي ديوب" عن فيلمها "داهومي" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم افريقي. وقالت علي مسرح الختام كلمة الأخيرة حيث أهدت جائزتها الي الشيخ "انتا ديوب" ولمن لا يعرفه فهو مؤسس حركة الافروسنتريك. وقالت ان التكريم يجعلها تفخر بجذورها الأفريقية لذلك تهدي جائزتها لديوب الذي يحاول اثبات ان الافارقة هم أصل البشر وهم من كتبوا العلوم والطب والعمارة. ولمن لا يعرف ما هي حركة الأفروسنتريك أو المركزية الأفريقية. فهي نموذج فكري يسعي إلي تسليط الضوء علي الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم. ويجادل الأفروسنتريك بأن المجتمع العلمي الغربي يستهين بالحضارات الأفريقية. ويشارك بوعي أو بدون وعي في مؤامرة لإخفاء المساهمات الأفريقية في التاريخ. ويعتبر أصحاب هذه الحركة أن المصريين مستعمرين لهم وأن الحضارة الفرعونية في الأساس وراءها أفارقة وليس مصريين. والشيخ المذكور اسمه قال بالحرف "مصر مستعمرة اثيوبية". بخلاف عشرات الجدالات التي تروج لها هذه الحركة ضد تاريخ وحضارة مصر. وينسبون لأنفسهم كل ما يخص الهوية المصرية. فهل منطقي أن يصفق رئيس المهرجان لصاحبة هذه الكلمة وهي تقف علي بعد خطوات منه علي نفس المسرح وتهدي جائزتها لحركة تعادي الهوية المصرية موضوعا ومضمونا؟
الجدولة المحيرة
خامس مأخذ في المهرجان. وهو الذي لمس الجميع أثره ويعتبر السبب الرئيسي في شكوي كل من حضر هذه الدورة. هو الجدولة المحيرة للأفلام. ففي أول يوم من الفعاليات فوجيء الجميع بوجود ثلاث فعاليات مهمة في نفس الوقت وهي درس سينمائي مع اريك روبرتس. وندوة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي عقب عرض فيلمه "أحلام عابرة". وفي قاعة مجاورة كان تكريم ضيف الشرف الصيني. وفي ثالث أيام الفعاليات فوجيء الجميع بعرض فيلمين من نفس المسابقة في نفس التوقيت في مسرحين منفصلين. ما أربك المتابعين والصحافة. يأتي فوق ذلك تكثيف الفعاليات التي تدور في نفس التوقيت ما بين ندوات مهمة في مقر المهرجان بفندق سوفيتيل. وافتتاح عروض السجادة الحمراء في الاوبرا. وندوات الافلام والضيوف في المسرح المكشوف. ما جعل متابعة أهم الفعاليات شيئا مستحيلا بسبب التوقيتات.
أزمة تذكرتي
أما الأزمة الأكثر استفزازا علي الاطلاق. هي أزمة شركة "تذكرتي" التي في كل عام تتعاقد فيه مع المهرجان. تتسبب في مشاكل لا حصر لها بسبب عدم تدريب العاملين فيها. وبسبب ضعف السيستم الخاص بهم في التذاكر. بخلاف عدم قدرة الشركة علي تمكين أصحاب "البادجات" من الحجز الالكتروني الذي يعتبر أهم تقنية يقدمها كل مهرجانات العالم للحاضرين فيها سواء من سينمائيين أو طلبة أو صحافة. ورغم المناداة بتفعيل الحجز الالكتروني. ووعود ادارة المهرجان بحل الأزمة الا انها استمرت حتي آخر يوم. والحجز الالكتروني لم يكن متاحا ولا واقعيا. هذا العجز الكلي عن تقديم خدمة هي الأهم بالنسبة للأفلام. يأتي مع استمرار المشاكل علي أبواب القاعات بسبب عدم تحكم الشركة في نسخ التذاكر المنسوخة بدون أكواد. حيث حدث في أكثر من فيلم. أن تمتليء القاعة بالكامل رغم ان هناك العشرات في الخارج يحملون تذاكر. وهي مهزلة حدثت مع فيلم "أبو زعبل. ووصلت لأوجها مع عرض الفيلم المصري "دخل الربيع". حيث أغلق العاملين في تذكرتي أبواب المسرح الكبير في وجه 90 شخص يحملون تذاكر. وبسبب تعالي صوت الخناقة. قام أمن المسرح باغلاق الأضواء الخارجية للسيطرة علي الموقف. وهي أزمة تجعلنا أيضا نتساءل عن سر اصرار حسين فهمي علي التعاقد مع "تذكرتي" رغم ضعفها الفني والتنظيمي مقارنة بشركات آخري تقدم نفس الخدمة.
وبخلاف كل النقاط الكبيرة السابق ذكرها. شملت سقطات هذه الدورة أمورا آخري. مثل غياب الممثلة التونسية عائشة بن احمد عن حضور أغلب فعاليات المهرجان بداية بحفل الافتتاح. ما جعل رئيس المهرجان يندم علي اختيارها كعضو لجنة تحكيم في أهم مسابقات المهرجان. نظرا لعدم التزامها بوظيفتها.
ثامن وتاسع المآخذ علي المهرجان هو اختفاء مكتبة الأفلام التي كان المهرجان يتيحها مثله مثل بقية مهرجانات العالم. وضعف الموقع الرسمي الخاص بالمهرجان المفترض انه المرجع الرئيسي لأي معلومة. وهو يعتبر موقع ضعيف فنيا وخالي من اي معلومات علي اي مستوي مفيد.
وعاشر المآخذ هو عدم العمل علي تجهيز سوق الفيلم بشكل مشرف مثلما اعتاد المهرجان في عهد سهير عبد القادر. فسوق الفيلم هذا العام مخزي ومخجل لكل العاملين في الصناعة. وخال من الشركات والأفلام بشكل يطرح سؤال حول الغرض من وجوده أصلا.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق