مع الشروق .. استعدوا... ل«التقسيم وإعادة التشكيل» !!

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. استعدوا... ل«التقسيم وإعادة التشكيل» !!, اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 10:30 مساءً

مع الشروق .. استعدوا... ل«التقسيم وإعادة التشكيل» !!

نشر في الشروق يوم 12 - 11 - 2024

2333371
منذ بدء عدوانه الشامل على غزّة لمس نتنياهو عجز العرب بل وتواطؤ بعضهم.. كما لمس عجز ونفاق ما يسمى المجتمع الدولي بكل هيئاته وعلى رأسها مجلس الأمن عن فرض وقف لإطلاق النار وايجاد مسار سياسي ذي مصداقية يفضي إلى فرض كلمة الشرعية الدولية وإلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الواقع شجّع نتنياهو على التطلّع إلى ما هو أبعد من قطاع غزّة... حيث بات يتحدث عن «تغيير وجه الشرق الأوسط» برمّته بما يعنيه ذلك من تغيير لخارطة المنطقة وفق المشروع الأمريكي الكبير القاضي برسم خريطة شرق أوسط جديد بالاعتماد على سياسة «التقسيم وإعادة التشكيل».. وهو ما يفسّر دعم الولايات المتحدة لسياسات حليفها واستماتتها على إغراقه بالأموال وبالأسلحة وعلى تمكينه من غطاء سياسي كامل ومن الفسحة الزمنية اللازمة لإنجاز هذه «المقاولة الكبرى» التي تقاطعت فيها بالكامل استراتيجيات أمريكا للمنطقة وللعالم مع المشروع الصهيوني الرامي إلى انجاز «إسرائيل الكبرى».
ومع تتالي الأحداث وتسارعها كبر نهم وجشع نتنياهو ليعلن نيته في توسيع الرقعة الجغرافية لإسرائيل متسلحا بدعم ترامب (يوم كان لا يزال مرشحا للانتخابات) ل«توسيع حدود إسرائيل» باعتبار أنها ضيقة ولا تستجيب لمقومات دولة محورية تهيمن على المنطقة وتدور في فلكها باقي الدويلات بعد أن يفعل مشرط التفتيت والتقسيم فعله... ومع صعود ترامب باتت الطريق سالكة أمام نتنياهو ليباشر مقاولة توسيع حدود كيانه اللقيط... وقد تواترت تصريحات المسؤولين الصهاينة عن اعتزامهم بسط سيادة الكيان على الضفة الغربية مع تولّي ترامب مقاليد السلطة رسميا.. وهي تصريحات تشكل عناوين كبرى للمرحلة المقبلة.. التي سوف تبدأ بإعادة ضم الضفة الغربية ولمَ لا تهجير سكانها الفلسطينيين إلى شرقي نهر الأردن (أي إلى الأردن).. قبل أن تتدحرج كرة النار إلى اقتطاع شريط حدودي جنوبي لبنان مهّد الكيان لاحتلاله من خلال عملية تدمير ممنهجة لم تبق حجرا ولا شجرا... في انتظار أن يحين الوقت لتنفيذ باقي فصول المخطط عبر سوريا والعراق ولمَ لا إيران إذا ما دانت الأمور للكيان الصهيوني ولحليفه الأمريكي الذي يملك من الصلف ومن الغطرسة ما يكفي لاستباحة سيادة الدول والذي يسعى بلا هوادة الى خنق مخططات التنين الصيني وعلى رأسها طريق وحزام الحرير وتهيئة الظروف لتمرير مشروع الهند أوروبا الذي تراهن عليه واشنطن لقطع الطريق على مخططات الصين وتأبيد هيمنتها على المنطقة ومواردها وعلى العالم.
فأين الدول العربية والإسلامية من هذه المخططات التي يجري تنفيذها على نار حامية ؟
بالأمس عقدت قمّة عربية إسلامية في الرياض تحت عنوان بحث العدوان الصهيوني على غزة وعلى لبنان... قمّة لم تخرج عن مألوف القمم العربية والإسلامية التي تعد منابر للخطابة ولتصريف الكلام ليس أكثر.. والمتابع لفعاليات ونتائج هذه القمّة يدرك بلا عناء حجم العجز والضعف والوهن والهوان الذي بات يضرب العرب والمسلمين.. حيث تشي مقررات القمة بأن العرب والمسلمين خارج الزمن وخارج سياقات العدوان الصهيوني الذي يدمر ويبيد شعبين عربيين وخارج سياقات ما تطرحة المخططات والمشاريع الأمريكية الصهيونية من مخاطر على أمن واستقرار شعوب المنطقة برمتها. فهل يعقل في خضم العدوان الصهيوني الدامي وفي ظل ما يصرّفه الرئيس ترامب من وعيد ب«توسيع حدود الكيان» أن تمرّ قمة العرب والمسلمين بجانب الحدث وتكتفي بإعادة عرض التطبيع على الكيان مقابل دولة فلسطينية ؟ فهذا العرض قديم وسبق وان مزّقه الكيان الصهيوني وأدار له ظهره بالكامل حيث بات يطرح على نفسه إعادة احتلال الضفة والانطلاق منها إلى تنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات في انتظار تدحرج كرة النار إلى ساحات أخرى طالما أن العرب والمسلمين أبانوا عن عجز تام عن التصدي لهذه المخططات وإجهاضها رغم ما يملكونه من مقومات القوة ورغم ما يتهدد كياناتهم من مخاطر؟
فهل ينوون والحالة هذه أن يجدوا ل«الدولة الفلسطينية» مكانا على كوكب المريخ أو زحل طالما أن الكيان سيضم الضفة الى القطاع ويبتلع كامل أرض فلسطين ؟
على هذا النسق، فسيظل الكيان يتوسع ويتمدّد ويتمطط في دول المنطقة.. وسيظل العرب والمسلمون يعرضون عليه التطبيع مقابل التوقف إلى أن تقوم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. ويلتفت الكيان إلى مناطق في السعودية وإلى مصر التي تعدّ «الجائزة الكبرى» وفق ما بشّرت به كوندوليزا رايس عام 2006 عندما قالت بأن كرة الشرق الأوسط الجديد انطلقت وانها سوف تتدحرج من العراق إلى سوريا ثم السودان والسعودية ومنها إلى مصر.. الجائزة الكبرى.
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق