اقترب سعر عملة البيتكوين من مستوى تقترب من 90 ألف دولار  في متسهل تعاملات اليوم الثلاثاء ليسجل مستويات قياسية تاريخية وذلك لأول مرة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، ودخول مشرعين مؤيدين للعملات المشفرة إلى الكونغرس.

ووفقًا لبيانات منصة "coinmarketcap"، وتحديدًا بحلول الساعة 06:12 صباحاً بتوقيت جرينتش، تداولت عملة بيتكوين محققة مكاسب بنسبة 9.76% خلال 24 ساعة عند 89.600 ألف دولارًا.

ومنذ إعلان نتائج الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر الجاري أي خلال 7 أيام تقريباً، قفزت أكبر عملة مشفرة بنحو 30%، ومن ثم وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق في بداية التداول يوم الثلاثاء.

ومع رهان المتداولين على ازدهار العملات المشفرة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، قفزت القيمة السوقية لعملة البتكوين إلى 1.75 تريليون دولار لتسجل أعلى مستوى على الإطلاق ليتخطى ذروتها في جائحة كورونا.

وبذلك تضاعفت قيمة بتكوين أكثر من مرتين في عام 2024 حتى الآن، بفضل الطلب القوي على صناديق بتكوين المتداولة الأميركية، وقرارات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

ووسط تهافت المستثمرون على رهانات بأن بتكوين سيتجاوز حاجز 100000 دولار بحلول نهاية العام 2024،  قامت شركة "مايكروستراتيجي" وهي أكبر شركة عامة تمتلك بتكوين خارج قطاع صناديق التداول- بشراء حوالي 27200 بتكوين بقيمة تقارب ملياري دولار بين 31 أكتوبر  الماضي و10 نوفمبر الجاري، وفقاً لبيانات من منصة "ديريبيت".

وذكرت شركة "كوين غيكو" في مذكرة بحيثة حديثة، أنه ربما يمثل موقف ترمب انعطافاً قوياً معاكساً لحملة القمع التي قادتها هيئة الأوراق المالية والبورصات تحت إدارة الرئيس جو بايدن الرئيس السابق للولايات المتحدة تجاه هذه الصناعة المثيرة للجدل. أدى هذا التحول إلى تنشيط عمليات شراء قائمة على المضاربة في العملات المشفرة الكبيرة والصغيرة على حد سواء، مما رفع قيمة الأصول المشفرة إلى أكثر من 3 تريليونات دولار.

وأوضح كبير المسؤولين في "Deutsche Digital Assets"، دومينيك بويجر، أن الأوضاع الحالية للعملات المشفرة تشبه ما بعد جائحة كورونا، حيث عزز فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع توقعات بتراجع القيود على السياسات النقدية الحماسة في السوق. وأضاف أن تأثير تنصيف "البيتكوين" ساهم أيضًا في تحفيز الزخم الراهن.

وأكد أن ترامب تعهد بأن يكون أكثر ودية تجاه العملات الرقمية، كما يعمل حزبه الجمهوري على تعزيز قبضته على الكونغرس لدفع أجندته. وبين أن تعهداته الأخرى تشمل إنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين وتعزيز عمليات التعدين المحلية للعملة.

دعم قطاع التشفير لحملة ترمب

أنفق قطاع العملات المشفرة بقوة أثناء حملات الانتخابات الأميركية لدعم المرشحين الذين يُنظر إليهم على أنهم يتبنون مواقف صديقة لمصالحه. وفي الوقت الراهن، يتوقع المسؤولون التنفيذيون والمستثمرون جني العوائد بشكل أكثر تيسيراً تحت فترة رئاسة ترمب المقبلة، الذي من المتوقع أن يحظى خلالها الحزب الجمهوري بالأغلبية في الكونغرس الأميركي.

تعهد ترمب بإقالة رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات غاري غينسلر، الذي يُعتبر من الخصوم الرئيسيين للأصول المشفرة بسبب حملته القوية ضد من يزعم عدم التزامهم بقواعد الوكالة. كما تعهد الرئيس المنتخب بدعم عمليات تعدين بتكوين في الولايات المتحدة الأميركية وبناء مخزون استراتيجي من العملة.

 ارتفاعات استثنائية لـ"إيثريوم" و"دوج كوين"

ومنذ إعلان فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية وحتى الأن لم تكن "بتكوين" المستفيد الأوحد بين العملات المشفرة، حيث شهدت "إيثريوم" و"دوج كوين" ارتفاعات استثنائية.

وفي ظل الزخم الذي تشهده الصناعة، مع توقعات الأسواق بأن ولاية الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ستوفر بيئة تنظيمية مواتية للاستثمار في هذا النوع من الأصول الخطرة عززت عملة "دوج كوين" المشفرة مكاسبها وارتفعت العملة المدعومة من الملياردير الأمريكي الداعم لسياسيات ترامب "إيلون ماسك" بنحو 50% خلال الأيام سبعة الماضية. ونجحت "دوج كوين" في تجاوز نظيرتها المستقرة "يو إس دي سي"، والتي جاءت في المركز السابع بقيمة سوقية قدرها 36.9 مليار دولار.

وقفز سعر العملة المشهورة بصورة كلب من سلالة "شيبا إينو" بنسبة 20.4% إلى 32.67 سنت، لتتجاوز قيمتها السوقية 47 مليار دولار، وتحتل المرتبة السادسة بين أكبر العملات المشفرة.

وكان  "ماسك" روّج لعملة "دوج كوين" على منصة "تويتر" منذ عام 2019، وقال إنه ساعد مطوري عملة الميم، وخلال مسيرة صعود سهم "جيم ستوب"، ساعد الملياردير في تحويل "دوج كوين" من أقل من سنت واحد إلى 69 سنتًا.

وقالت كارولين باولر، الرئيس التنفيذي لشركة تداول الأصول المشفرة "بي تي سي ماركتس": إن حالة الصعود تطال كافة الأصول المشفرة ومن المرجح أن تستمر حيث انتقل ازدهار بتكوين سريعاً إلى العملات البديلة. وتوقعت أن يكون القطاع بأكمله مستفيداً بصورة كبيرة من تولي إدارة ترمب.