نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب أولها اللمز, اليوم السبت 9 نوفمبر 2024 10:34 مساءً
يضيق صدري شأن كثيرين عندما أسمع أو أرى خوضًا في الذين أعتقد أنهم شرفاء أو لهم مكانة تمنعهم من اقتراف الجنايات، وهذا ليس تقديسَا أو تنزيهًا لهؤلاء الذي أعتقد أنا شرفهم بقدر ما هى محاولة (ولو نفسية) لإنزال الناس منازلهم.
في ليلة من الليالي قرأ إمام صلاة العشاء آيات من سورة التوبة، كان منها قوله تعالى: "وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ".
بعد انتهاء الصلاة شعرت كأن هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها تلك الآية الكريمة.
محمد بن عبد الله الذي هو خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم، وخير مخلوقات الله علوية كانت أم سفلية، هناك من رماه بتهمة باطلة من كل الوجوه!
القرآن ممتلئ باتهامات المشركين والكفار لرسوله، وكل اتهام يجوز نقاشه وتفنيده لأنه يقوم في نفوس مطلقيه على أساس ما، ولكن اتهامه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمر الصدقات والعطاء هو اتهام عجيب وغريب جدًا.
فكل العرب، بعيدًا عن دينهم كانوا يشهدون له بالصدق والأمانة، وكل العرب كانوا يشهدون له بالعطاء والجود، وهو في حالة الفقر أو الحاجة، فكيف لرجل هذه أوصافه أن يتلاعب بالصدقات عندما يهب الله له مالًا.
ثم هؤلاء الذين خاضوا في الرسول موقفهم يكذب كلامهم، فهم يسخطون ويخوضون عندما لا يحصلون على ما يريدون، فإن أخذوا ما يريدون رضوا!
جاء في تفسير الإمام الطبري: "قال ابن جريج: وأخبرني داود بن أبي عاصم قال: قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت. قال: ورآه رجل من الأنصار فقال: ما هذا بالعدل؟ فنـزلت هذه الآية.
حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)، يقول: ومنهم من يطعُنُ عليك في الصدقات. وذكر لنا أن رجلا من أهل البادية حديثَ عهدٍ بأعرابيّةٍ، أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم ذهبًا وفضة، فقال: يا محمد، والله لئن كان الله أمرك أن تعدل، ما عدلت! فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ويلك! فمن ذا يعدل عليك بعدي! ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: احذروا هذا وأشباهه فإن في أمتي أشباه هذا، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم. وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " والذي نفسي بيده ما أعطيكم شيئا ولا أمنعكموه، إنما أنا خازن.
عن أبي سعيد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قَسْمًا إذ جاءه ابن ذي الخُوَيْصِرَة التميمي فقال: اعدل، يا رسول الله ! فقال: ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل! فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه ! قال: دَعْه, فإن له أصحابًا يحتقر أحدكم صلاته مع صَلاتهم، وصيامه مع صيامهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة فينظر في قُذَذَه فلا ينظر شيئًا, ثم ينظر في نَصْله، فلا يجد شيئًا, ثم ينظر في رصافة فلا يجد شيئًا قد سبق الفَرْثَ والدم, آيتهم رجل، أسود، إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البَضْعَة تَدَرْدَرُ يخرجون على حين فترة من الناس. قال: فنـزلت: (ومنهم من يلمزك في الصدقات) قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليًّا رحمة الله عليه حين، قتلهم جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مرويات الإمام الطبري في تلك القصة كثيرة جدًا وقد نقلت أبرزها، وعلى ذلك فالأمر أمر مصلحة شخصية ضيقة جدًا، فالذي يرمي الناس بالباطل ويخوض فيما لا علم له به، فإنما هو يفعل ذلك دفاعًا عن مصلحته هو الشخصية وليس لموقف مبدئي أو أخلاقي، وتقرر الآية الكريمة حقيقتين في غاية الأهمية، الأولى أن الخائضين سرعان ما يذهبون إلى المواجهات المسلحة فهم بدأوا بالخوض ولكن لن يتوقفوا عنده، وقد فعلوها في زمن الإمام علي وكفروا الإمام وحاربوه فحاربهم حتى نصره الله عليهم، وقد تناسلوا ووصل نسلهم إلى زماننا هذا.
الأمر الثاني أن صاحب الأمر عليه عدم الرضوخ أو التراجع أمام هؤلاء بل يجب أن يعاملهم بأكبر قدر ممكن من القوة والحسم لكي ينفرط عقده وتهدر كلمته.
0 تعليق