نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حقائق وحلول لمواجهة عدو الجيل, اليوم السبت 30 نوفمبر 2024 11:43 صباحاً
الشباب هم القلب النابض للأمم، طاقاتهم وأحلامهم أسباب البناء ووجود النهضة الحقيقية، في أعينهم نرى شعاع الأمل والقوة الحقيقية التي تحرك عجلة الإنتاج والتقدم. هم الأمل في الغد ومن يحملون على عاتقهم تطلعات وطموحات الوطن. وفي الوقت الذي تقوم فيه الدولة المصرية بتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ليكونوا هم أصحاب النهضة الحقيقية وقادة المستقبل لغد أفضل، تظهر لنا نتائج الحروب الخفية الناعمة على صورة ترويج لأنواع مختلفة وجديدة من المخدرات لمحاولة خسيسة منهم لإضعاف شباب الوطن، نتحدث هنا عن مخدر (GHB) كسرطان وأحد أسلحة جرائم الحروب الخفية، للسيطرة على الشباب وضعف قوتهم، حيث يقضي على طموحاتهم وإبداعاتهم في كافة المجالات، ليفتح الباب للإدمان ويكون سببًا في انتشار الجريمة، ووجود مثل هذا المخدر في أي مجتمع يشكل جرس إنذار يدعونا جميعًا للتحرك. فالمخدرات ليست مجرد ظاهرة، بل حرب خبيثة تستهدف النيل من شباب الأمة بدون أسلحة مباشرة.
نبذة مختصرة وشافية عن مخدر الضياع (GHB) جاما - هيدروكسي، وما هو واجبنا للنجاة بشباب الوطن من أي عبث يحاول النيل أو الاقتراب من شباب مصر الواعد؟
ظهر هذا المخدر لأول مرة في الستينيات، وتم تصنيعه على يد عالم كيميائي فرنسي (هنري لابوريت)، كان الهدف الأساسي من تطوير وتصنيع هذا المركب هو استخدامه في المجال الطبي أثناء العمليات الجراحية وفي علاج النوم القهري. ثم تطور استخدامه لأغراض غير مشروعة بسبب تأثيره القوي على الجهاز العصبي المركزي، وتم استخدامه من قبل عصابات الجريمة في العديد من الحالات الإجرامية، مما يجعله أداة قوية لأغراض سيئة في أيدي العصابات الدولية، ثم تطور استخدامه لإرتكاب الجرائم الجنسية، وذلك لسهولة وضعه في مشروبات تُقدم للضحايا دون علمهم.
يأتي في شكل سائل شفاف أو على هيئة مسحوق أبيض أو أقراص، كما تم استخدامه في تهريب المخدرات عبر الحدود حيث كان يُخبأ أحيانًا في كبسولات أو داخل الأدوية والعقاقير المشتبه فيها، وكان يُباع بشكل غير قانوني في السوق السوداء. وكان يستخدم في كثير من الحالات من قبل العصابات لإضعاف خصومهم والسيطرة عليهم، إذ يمكن استخدامه لتخدير الضحايا وجعلهم يفقدون الوعي، ثم تسلل وترويج المخدر بين الشباب في الحفلات والنوادي الليلية كمخدر لاغتصاب الفتيات لأنه يفقدهن الوعي ويضعف قدرتهن على المقاومة، مما لا شك فيه أنه يحمل تأثيرات بالغة الخطورة على الصحة العامة ويؤدي كثرة استخدامه إلى الإدمان.
وكل هذا يجعلنا نتكاتف للحفاظ على شباب الوطن باتباع الآتي:
تلعب الأسرة في المقام الأول دورًا هامًا وأساسياً في الحفاظ على أبنائها. يجب بناء وتأسيس علاقة قوية بين أفراد الأسرة الواحدة، مبنية على الحب، والاحترام، والرعاية، والاحتواء، والتقدير، والمودة، ودعم الثقة من جانب الآباء لأبنائهم، كما يجب الاهتمام بالرجوع إلى العادات والتقاليد في التربية، والتمسك بتعاليم الأديان السماوية التي تعزز بين شباب الوطن الدين، والأعراف، والتربية السليمة التي تزرع فيهم الوعي والضمير الذي يحافظ عليهم من الوقوع في الهاوية.
ضرورة التوعية المستمرة من خلال التثقيف حول مخاطر الإدمان وما تفعله المخدرات في الشباب من سلب الإرادة، وضعف الشخصية، ودمار شامل يلحق بالشاب أو الفتاة، لا قدر الله، تعزيز المناعة النفسية والتصدي بكل قوة لأي فرد أو مجموعة أفراد تحاول قهر الآخرين بأي وسيلة يجب أن يكون الردع قويًا لمن تسول له نفسه استخدام سلطته أو نفوذه لإضعاف الآخرين، هذا هو أول طريق لتقدم أي أمة.
تطبيق قوانين صارمة، وتكثيف التفتيش على المنافذ والحدود، وتشديد الرقابة الأمنية على تداول المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع مخدر (GHB)، وتشديد الرقابة على التجار والمروجين، يجب تحرير محاضر من جانب الشرطة بإجراءات قانونية سليمة حتى لا يفلت المجرمون من العقاب بسبب أخطاء في الإجراءات القانونية، بذلك يتحقق الردع العام والخاص، وضرورة التعاون الدولي لمكافحة تهريب وتوزيع مثل هذا المخدر وغيره من السموم التي تفتك بزهور المستقبل (شباب الوطن).
الرقابة المجتمعية تتمثل في تضافر جميع فئات المجتمع، وانتشار حملات توعية وإعلامية مكثفة ودائمة عبر التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي عن مخاطر المخدرات بكل أنواعها. ويأتي الدور الهام للمدارس، والجامعات، والمؤسسات التعليمية في إدراج التوعية بمخاطر المخدرات ضمن المناهج التعليمية الحديثة نحن جميعًا في إشادة بنظام التعليم الحديث ونتمنى أن تشمل المناهج التحدث عن قضية المخدرات كموضوع رئيسي ضمن المناهج التعليمية، كما يمكن أن يشمل المنهج قصصًا حقيقية وتجارب ملهمة عن التعافي، كل هذا يعمل على زيادة الوعي وفهم مخاطر تلك السموم على الشباب والمجتمع، مما يعزز مهارات اتخاذ القرارات السليمة من قبل الطلاب.
إن مكافحة مثل هذه القضايا ليست مجرد مسؤولية فردية، بل واجب وطني جماعي، يستلزم منا تضافر جهود جميع أطياف المجتمع ومؤسساته لكشف الأخطار الناجمة عن المخدرات بجميع أنواعها، والنهوض بالوطن ومساندة القيادة السياسية لاستكمال الإصلاحات والمشروعات التنموية العملاقة التي ساهمت في تحقيق نهضة شاملة جعلت مصر في مصاف الدول التي تسعى لتحقيق تنمية مستدامة، فنجد التكاتف والاهتمام بتسليط الضوء على كل ما يهدد أمن ومقدرات المجتمع يساعد على النهوض بالمجتمع والحفاظ على هويتنا من الطمس والانهيار هو حائط السد الأول للتصدي لمثل هذه الحروب الخبيثة، وهي الأسلحة الفتاكة للحفاظ على الأجيال الجديدة من الانحراف والانجراف نحو الهاوية.
اللهم احفظ شباب أمتنا من شرور الإدمان والمخدرات، اللهم اجعل لنا في شباب أمتنا رجالًا ينصرون الحق، جنودًا شرفاء أقوياء قادرين على القتال دفاعًا عن الوطن، وإصرف عنهم السوء والفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفقهم للعلم والعمل النافع، بقوة إيمانهم وأخلاقهم الحميدة، احفظ عقولهم وأرواحهم، ومنحهم القوة لمواجهة براثن الشر من حولهم، نسألك يا أرحم الراحمين أن تحفظ مصر وشبابها، وأبعد عن عقولهم كل شهوة محرمة، وزين نفوسهم جميعًا بالتقوى والصلاح.
0 تعليق