وثيقة وطن.. تسجيل بالصوت والصورة يوثق الذاكرة السورية ويحمي تاريخها من التشويه أو الضياع

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وثيقة وطن.. تسجيل بالصوت والصورة يوثق الذاكرة السورية ويحمي تاريخها من التشويه أو الضياع, اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 02:16 مساءً

في سورية تعمل الكثير من المؤسسات على حفظ الذاكرة الوطنية، ومن أبرز هذه المؤسسات تأتي مؤسسة “وثيقة وطن” حيث تعمل جاهدة منذ ستة أعوام على جمع وحفظ الذاكرة السورية وتوثيق واحدة من أكثر مراحل التاريخ أهمية في التاريخ الحديث للبلاد، كما تعمل على توثيق كل ما يتعلق بالبلاد من تفاصيل لها شأنها في إظهار الهوية الوطنية الشعبية السورية.

وأطلقت مؤسسة وثيقة وطن على مدرج مكتبة الأسد الوطنية وسط دمشق نسختها السادسة بحضور عدد كبير من أصدقاء المؤسسة من الدبلوماسيين العرب والأصدقاء، إضاقة لأبناء القاعدة الشعبية التي تشكل الأساس العملي لهذا المشروع الوطني.

وفي السياق دعت “وثيقة وطن” إلى حفل لتوزيع جوائز للفائزين في مسابقة القصة الواقعية القصيرة التي تطلقها بشكل سنوي تحت عنوان “هذه حكايتي”، حيث تم انتقاء 12 فائزاً وفائزة من 4 فئات عمرية لجيل الشباب، والمحتوى القصصي يتضمن التجارب الشخصية للمشاركين في مواقف حدثت معهم خلال الحرب على سورية، منها المزوح هرباً من الإرهاب الذي انتشر في أجزاء كبيرة من البلاد خلال أوج الحرب التي انتهت تقريباً في نسختها العسكرية هُزم الإرهاب على يد الجيش العربي السوري.

مؤسس ورئيس مجلس الأمناء في مؤسسة “وثيقة وطن” الدكتورة بثينة شعبان وهي المستشارة السياسية والإعلامية الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية، ألقت كلمة الترحيب والشكر بأصدقاء المؤسسة وضيوف الحفل من سفراء وسياسيين على رأسهم وزير الإعلام السوري زياد غصن، وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى جانب أعضاء المؤسسة والمشاركين في المسابقة.

وثيقة وطن - سوريا

هذه المؤسسة تعمل على العديد من جوانب التوثيق، حيث تجمع قاعدة بيانات واسعة مستعينة بالباحثين في جميع المجالات، والمهتمين في مجال عملها على اختلاف جنسياتهم، بتوثيق مختلف فضاءات التأريخ الشفوي لمناحي الحياة المختلفة، حيث تمكنت من جمع أكثر من (3000) ساحة مسجلة بالصوت والصورة لشخصيات من كل ميادين الحياة.

ومن ضمن ما تعمل “وثيقة وطن” على توثيقه تأتي على رأس القائمة الحرب على سورية، إضافة للحرف اليدوية والتاريخ الكنسي والتاريخ السرياني واللغة السريانية والتراث الصوفي، وجديد المؤسسة توثيق الخط العربي.

في ختام إطلاق “وثيقة وطن” في النسخة السادسة، أكد السفير الفلسطيني في سورية د. سمير الرفاعي أهمية هذا المشروع وأشار إلى أن الذاكرة الشفوية واحدة من أهم الطرائق التي تساعد في حفظ الهوية الوطنية وتحمي تاريخ البلاد من التشوية أو الضياع وهذه أهداف المشروع، حيث أن هناك تجربة مشابهة للشعب الفلسطيني استطاع من خلالها أن يجمع أكبر قدر من التفاصيل التاريخية لفلسطين منذ ما قبل النكبة عام 1948 في جميع الجوانب الوطنية والحياة السياسية والتراثية والاجتماعية، من خلال أشخاص تحدثوا عن فلسطين ووثقوا تاريخها في شهادات مصورة بالصوت والصورة.

مسابقة هذه حكايتي السنوية

في إعلان الفائزين وتوزيع جوائز المسابقة، برز التنوع الجغرافي الجامع للمدن السورية من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب ومن شرقها لغربها، وتتضمن قصص قصيرة كتبها من عاشها بشكل واقعي، نقلت صوراً ما كانت لتظهر لولا مثل هكذا قناة أتاحت لها الظهور في غمار ما شهدت الحرب السورية من فيض الأحداث والتفاصيل.

من ضمن المشاركين التقى موقع قناة المنار مع عدد الفائزين الذين تحدثوا عن تجاربهم التي صاغوها قصصاً قصيرة وصلت من بين آلاف القصص المقدمة، والتي تم تقييمها على يد كتاب وصحفيين ومختصين في الأدب العربي.

أحمد الجمالي من محافظة إدلب فاز بالمركز الثالث (الجائزة البرونزية)، كتب قصة خروجه من مدينته بعد دخول المجموعات الإرهابية إلى أريحا التي احتلها الارهاب. يومان قضاهما مع أهله ومن خرج معهم وضع تفاصيلها في قصته.

كما شاركت من ريف دمشق رجاء محمد هدلة، وفازت بالفضية عن الفئة العمرية الرابعة عن قصتها التي قصّت فيها تجربتها الشخصية مع والدتها المتوفاة بعد فترة من خروجها من مزلها في مدينة داريا، ليظهر ارتباط كبار السن ببيوتهم ومناطقهم وما يشكل تركها لهم من حزن كبير أسى، خاصة أنهم خرجوا مجبرين بعد دخول الإرهاب إليها، إلى أن حررها الجيش السوري وأعاد أهلها إليها لاحقاً.

الشابة لينا سامر عتوق من محافظة القنيطرة، قضت دراستها الابتدائية في مدرسة تحمل اسم “رفح”. لينا وبعد مجزرة الخيام في رفح جنوب غزة الفلسطينية، وما حدث من حرق للخيام، أخذتها التفاصيل إلى الربط بين المعاناة بين ما عايشته وما يعايشه الفلسطينيون في العدوان على غزة. القصة استذكرت بعنوانها “رفح” كيف تضررت المدرسة التي قضت فيها الكاتبة الشابة أولى مراحلها الدراسية، وكيف خرجت، مظهرة عدم اكتراث العالم لمعاناة السوريين في الامس القريب، كما الفلسطينيين في وقتنا الحاضر.

واحدة من التجارب البارزة المشاركة في مسابقة “هذه حكايتي”، بطل من أبطال الجيش العربي السوري الذين عايشوا الحصار والحرب كضابط في حامية مشفى جسر الشغور في بدايات الحرب على سورية. العميد المتقاعد يوسف أحمد أحمد فاز بالذهبية عن قصته “مشفى جسر الشغور”، حيث سرد أحداث الحصار عام 2015 وكيف تمسك الجنود في حاية المشفى حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن تأتي أوامر القيادة بترك الحامية، حين بدأ الإرهابيون يفخخون المشفى بغية نسفه وتفجيره بمن فيه.

وهنا بدأت قصة الضابط المتقاعد في مرحلتها الثانية واستمرت معاناته وبدأ مرحلة أخرى من النضال استمرت ستة أيام، حارب في البراري وحوصر ومن معه عدة مرات إلى أن وصل إلى مناطق الأمان التي يتواجد فيها الجيش السوري.

لا تنتهي الحكايات التي تصب في كتابة تاريخ وطن صمد أبناءه وعانوا ونزحوا، لكنهم بقوا متمسكين بوطنهم، وبالحياة، وها هم يكتبون ويوثقون جزئيات مهمة من الحياة التي تكاثفت لتكوّن الأحداث والصور الكبيرة لما جرى خلال الحرب على سورية.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق