صفاقس : "طريق الفطائر" ... رحلة بحث لتسجيل هذا الموروث اللامادي في لائحة التراث العالمي.

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صفاقس : "طريق الفطائر" ... رحلة بحث لتسجيل هذا الموروث اللامادي في لائحة التراث العالمي., اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 11:09 مساءً

صفاقس : "طريق الفطائر" ... رحلة بحث لتسجيل هذا الموروث اللامادي في لائحة التراث العالمي.

نشر في باب نات يوم 23 - 11 - 2024

298016
"مشروع طريق الفطائر : رحلة عنصر تراثي من مجرد مهارة تقليدية إلى مكون لهوية جماعية"، هو عنوان تظاهرة ثقافية سياحية، انتظمت اليوم السبت في مدينة صفاقس، وذلك ببادرة من الغرفة الجهوية لصانعي الفطائر التابعة للإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس، بالتعاون مع جمعية صيانة التراث بغمراسن.
وأفاد رئيس جمعية صيانة التراث بغمراسن، والمنسق العام لمشروع "طريق الفطائر"، سمير الخرشاني، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن "هذا المشروع الذي تبنته الجمعية منذ سنة 2022، يندرج ضمن تدابير الصون لتثمين المحامل التراثية اللامادية، المعروفة في كامل تراب الجمهورية ".
...
وأوضح الخرشاني، "نحن كجمعية صيانة التراث بغمراسن، وكمنتسبين للمحافظين على تراث الجنوب الشرقي، لدينا حرفة الفطائر، التي لها عمق أنتروبولوحي، وتاريخي هام جدا، نعمل على تثمين هذه الحرفة والترويج إليها وحمايتها من الإندثار، من خلال السعي إلى إدراجها ضمن اللوائح التراثية اللامادية المصنفة، على مستوى وطني ودولي ".
وذكر، أن "مشروع طريق الفطائر، تم الشروع فيه سنة 2022، في مدينة غمراسن، التي تعد المدينة الأصل التي إنطلقت منها حرفة الفطائر، لتتبع انتشارها في جميع أنحاء الجمهورية، وخارج تونس "، مشيرا إلى أن "حرفة الفطائر بدأت من الجنوب الشرقي، وتحديدا مدينة غمراسن، ثم انتشرت في كامل قرى وأرياف والمدن التونسية، منذ منتصف القرن 19، في إطار هجرة اليد العاملة الخام، من المناطق الداخلية إلى المدن الكبرى بالبلاد التونسية، لتتواصل هجرة اليد العاملة لتنتشر الحرفة خارج ولايات الجمهورية، بدأ من الجزائر، ثم في أوروبا إنطلاقا من فرنسا، لينتشر منتسبو حرفة الفطائر في جميع أنحاء العالم ".
ولفت الخرشاني، إلى أنه "تم اختيار مدينة صفاقس، كمحطة ثانية لتنظيم هذه التظاهرة الثقافية والسياحية، ضمن مشروع "طريق الفطائر "، بعد غمراسن سنة 2022، باعتبار أن صفاقس يوجد بها هيكل منظم لهذه الحرفة ممثلا في الغرفة الجهوية لصانعي الفطائر التابعة لمنظمة الأعراف، كما أنها تضم عائلات تنتسب لمهنة الفطائر، أبرزها عائلة السيالة، والزغل، والمعلول، المتمركزة منذ القدم في المدينة العتيقة ".
وأكد على دور حرفة الفطائر في الاندماج الاجتماعي بين الوافد والمحلي، أي بين عائلات صفاقس المنتسبين لمهنة الفطائر، والوافدين من غمراسن، "حيث أسسوا نقابة موحدة، تابعة للإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس"
وذكر أنه "رغم الإختلاف في تقنيات ومهارة صنع فطائر غمراسن وفطائر صفاقس، فإن إسم الفطائر وتوقيت أكلها هو نفسه، حتى أنها دخلت في عادات الشعوب المغاربية، والفطائري الصفاقسي أو الغمراسني، أصبح يسمى التونسي، وسفير البلاد التونسية بمهنته، باعتبارها حرفة تتوارث من
جيل إلى جيل، ولها قيمة اقتصادية باعتبارها من المشاريع المربحة".
من جهته، أفاد منسق التظاهرة الثقافية والسياحية "طريق الفطائر "، عبد المجيد التيس، أن "الغمراسنية، منتسبي مهنة الفطائر، قد توافدوا على مدينة صفاقس منذ منتصف القرن 19، وكان عدد محلاتهم في حدود 4 و5 محلات، أما في السنوات الأخيرة فقد وصل العدد إلى ما بين 30 و35 محلا ".
وذكر أن مشروع "طريق الفطائر "، من شأنه أن يعطي دفعا، لملف تسجيل مهنة الفطائر ضمن لائحة التراث للامادي العالمي".
وقد انتظمت هذه التظاهرة على جزءين، الأول تضمن مائدة مستديرة احتضنها صباح السبت، الإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس، حول "تدابير الصون كآلية من آليات المحافظة والتثمين للعناصر التراثية اللامادية، وتدعيم ملفات تصنيف هذه المعارف والمهارات، ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي الوطني والعالمي.
وقد تم خلال هذه المائدة المستديرة، عرض شهادات حية ومصورة تؤرخ وتبرز العمق الحضاري، والإجتماعي، والثقافي، لهذا العنصر التراثي، مع التركيز على جهة صفاقس، وخاصة على التعايش والتعاون بين المنتسبين للمهنة من أصيلي جهة صفاقس، والوافدين من جهة غمراسن، في إطار هجرة اليد العاملة المختصة في المعارف والمهارات، وذلك لتثمين دور هذا المحمل التراثي، في عملية الإندماج والإنسجام، بين مختلف المجموعات البشرية المكونة للمجتمع التونسي.
كما تم تقديم كتاب "ولد الفطائري "، وهو إصدار جديد لمحمد البوبكري، من أصيلي جهة غمراسن، ويعد هذا الكتاب سيرة ذاتية، تلخص ارتباط جيل كامل بهذه الحرفة، واعتزازه بها، بالرغم أنه لم يمتهنها.
وقد كللت هذه الندوة العلمية، بتكريم عدد من الحرفيين القدامى أو من ينوبهم، الذين كان لهم بصمة سواء في تطوير المهنة، أو المساهمة في انتشارها، أو في تحقيق قصص نجاح في مجالات أخرى بأنفسهم أو عن طريق أبنائهم وذويهم.
أما الجزء الثاني من التظاهرة، فقد تم تأثيثه مساء ذات اليوم، بمعرض نموذجي، بساحة ال100 متر وسط مدينة صفاقس، لتثمين الفطائر، تحت عنوان "فطيرة زمان في كل مكان ".
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق