أزمة «الحريديم» تكشف المستور: إسرائيل على حافة الإنفجار

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أزمة «الحريديم» تكشف المستور: إسرائيل على حافة الإنفجار, اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 02:08 مساءً

أزمة «الحريديم» تكشف المستور: إسرائيل على حافة الإنفجار

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 18 - 11 - 2024

2334035
يمضي الشعب الفلسطيني قدما في تحمل كل صنوف الإرهاب الصهيوني مخضبا بدماء أبنائه الزكية طريق النصر ومعلنا بإرادته الحديدية نهاية عصر الهمجية.
وبالنتيجة تتراكم المؤشرات التي تؤكد أن الثورة الفلسطينية التي قامت يوم 7 أكتوبر 2023 هي زلزال عنيف صنعه تراكم الإحساس بالظم والقهر على امتداد 75 عاما وضربت رجاته الإرتدادية كل ركائز عالم الوهم والتزييف والتحريف الذي صنعه مسار طويل من الإفساد والتضليل الصهيوني استغرق خمسة قرون من الزمن وبدأ بتفجير الديانة المسيحية في نهاية القرن السادس عشر.
وعلى هذا الأساس قال الرئيس السوري بشار الأسد «لقد أسقط صمود ساعات وهم قرون من الزمن...» فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما اندلع طوفان الأقصى إن صمود الشعب الفلسطيني يذكره بملحمة «ليننغراد» التي قدم خلالها الشعب الروسي 26 مليون ضحية دفاعا عن الأرض والكرامة إبان الحصار النازي الذي دام 871 يوما.
وتكشف هذه الإستقراءات عن الأبعاد الإنسانية والثقافية والتاريخية للنضال الوطني الفلسطيني بوصفه تعبيرا عن قوة عقيدة الحق في مواجهة العقيدة الصهيونية التي تمثل التشخيص الأقرب للشيطان بكل ما يعنيه من صلف واستعلاء وانتشاء بالفتنة والدم وهو ما يفسّر عجز كل مكونات المنظومة الصهيونية بما في ذلك أنظمة التطبيع العربية التي نخرها فيروس الصهينة عن هضم مفهوم الحتمية التاريخية الذي يمثله النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة رأس الوحش «إسرائيل» التي خسرت منذ قيام طوفان الأقصى موقع الفعل وهو ما يعبر عنه بكل وضوح تحول التهديد بتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء والضفة الشرقية لنهر الأردن إلى تهديد ملموس ينخر الكيان الصهيوني الذي غادره إلى حدّ الآن نحو مليون ونصف مليون مستوطن بسبب تفكك أسس «دولة الرفاه والأمن» التي استخدمتها الحركة الصهيونية لإغراء بروليتاريا اليهود بالعيش على أرض فلسطين المحتلة بهدف إنشاء قاعدة متقدمة تسيطر بقوة الإرهاب والتضليل على «صرّة العالم» الممتدة من دمشق إلى القرن الإفريقي التي يعرّفها صقور الولايات المتحدة بالشرق الأوسط الجديد.
بل إن كل مظاهر الحياة قد توقفت تماما داخل الكيان متأثرة بأجواء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام فيما فقد ما يسمى المجتمع الإسرائيلي أدنى مقومات الإستقرار مع تعاظم موجات الهجرة الداخلية في خضم توسع ضربات محور المقاومة باتجاه العمق وخاصة تل أبيب وعكا وحيف.
وبالمحصلة دخل الكيان الصهيوني مرحلة انسداد الأفق في خضم انعدام الحلول العسكرية وهو ما يفسر كيف انقلبت وعود نتنياهو بإعادة 200 ألف مستوطن إلى شمال فلسطين التي كانت وراء الدخول في مواجهة مباشرة مع المقاومة اللبنانية إلى تهجير لدفعات أخرى من المستوطنين وبالتالي إلى تفاقم الإستنزاف اللوجستي الذي تواجهه حكومة الكيان وبات يهدد بانفجار داخلي يمثل التصادم الحتمي بين منطق الغنيمة الذي قام عليه الإستيطان اليهودي على أرض فلسطين وسياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها حكومة الكيان في نطاق دورها الوظيفي بوصفها آخر خط دفاع عمّا يسمى الصهيونية العالمية التي تديرها دوائر قرار ضيقة في الولايات المتحدة وأوروبا يبدو أنها مستعدة للتضحية بكل يهود إسرائيل لإنقاذ مشروعها من الانهيار.
هذا التصادم الحتمي تعبر عنه بكل وضوح أزمة طائفة «الحريديم» التي تمثل 17 بالمائة من المجتمع الإسرائيلي وظلت تتمتع طيلة عقود من الزمن بالإعفاء من الخدمة العسكرية حيث أن اضطرار حكومة الكيان خلال الأيام الأخيرة إلى استدعاء 7 آلاف مما يسمى المتدينين للإلتحاق بجبهات القتال كان بمثابة سكب الزيت في برميل مشتعل في خضم تمسك هذه الطائفة بالإعفاء من الجيش وتأثير هذا الموقف على بقية فئات المجتمع الإسرائيلي المذعورة بأجواء الحرب وانعدام الحلول أمام حكومة الكيان التي اضطرت إلى حدّ الآن لإستدعاء 8 ألوية احتياط (80 ألف جندي) لتعويض خسائرها البشرية الثقيلة منذ قيام طوفان الأقصى.
والواضح أن أزمة «الحريديم» بدأت تتدحرج مثل كرة الثلج ممهدة لإنفجار داخلي حتمي تبدو تداعياته شبيهة بالإنفجار المسيحي الذي حصل في نهاية القرن السادس عشر وكان بكل المقاييس انعكاسا لحالة احتقان تراكمي ضد رجال الدين الذين كانت تنظر إليهم المجتمعات الأوروبية كجزء لا يتجزأ من النظام الإقطاعي المتوحش القائم على منطق تقاسم الغنيمة.
وبالمحصلة بدأت بشائر النصر تلوح في سماء فلسطين في خضم ما أظهره شعبها الأبي من استعداد غير محدود لمقارعة آلة الإرهاب الصهيوني وفي ظل توفر الشروط الثلاثة للتحرر وهي الإرادة الوطنية القوية والجوار الداعم ممثلا في محور المقاومة والتوازن الدولي المدفوع بسياق تشكل عالم جديد يبدو جليا أنه يتجه إلى فسخ كل الآثار التي ترتبت عن مسار تشكل الصهيونية العالمية على امتداد 500 عام.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق