الاثنين 18 نوفمبر 2024 | 01:27 مساءً
يوسف الذكرالله
أهدتني حلوى بارده
وكوب حار ممزوج
بداخله رغوه ..
وأهديتها وردة حمراء
مغلفة بورقة ملونة
ووضعتها بجانب القهوه ..
جلسنا أمام طاولة ملساء
وبيننا شمعة تتمايل ومناديل
وحولنا إضاءه خفيفة وأصوات هادئة
وخرير نافورة وتغاريد البلابيل
هل منحت لوقتك الثمين
وجعلت في سكونه نزوه ..
كالسكوت وكالهمسات
وقرقعة صحون الطعام
ورائحة الشواء تفوح
واختلط مع عطرها
حتى كاد أن يتحول
خدها الأحمر كالكيك المذبوح
أيها الكائن اللطيف
أمامك كائنة تشبه اللبوه ..
تناظرني خلف السواد
عيون تشع نورا لا يهدأ أبدا
تحاول أن تثير الأجواء
بأنفاسها الساخنة
لتزيح برودها بردا ..
مسكت بيدي ملعقة
وبيدى الأخرى علبة الملح
لإدحرجها عنوه ..
حتى وقعت وتطايرت
حبات الملح واختلط
مع الزجاجة المكسورة
ثم سأتني .. عن مكعبات السكر
وعن الكاسات الفارغه
وعن علبة بداخلها أعواد منثوره
وعن سرحاني في تلك الثريا
وعيون تملأها القسوة ..
وعن صرير الكرسي
وعن خيوط الستارة المنسدله
وعن الخبز اليابس
الموضوع بداخل تلك السلة
اتشغلك التوافه وتلك الأشياء !
لتجعلك تتمتم شفتاك غنوة ..
أيثير صمتك قطرات التكييف
وهو يسيل على زجاج النافذة
أو سماع خطوات طفل يتكي
على الكراسي المتحركة
أتدري أنك لص كبير
على هيئة تمثال
يغطي جسده فروه ..
أتدري انك أشغلت
فتيل وقتي .. قنديلا
وكم جعلتني في خلوه ..
دنوت منها لأخبرها
بأن تخفض صوتها
وتهدأ قليلا وتشرب من فنجان القهوه
وتتمتع بتلك الحلوى الذائبة
وتتذوق بشفتيها طعم الرغوة
فصرخت في وجهي
حتى سقطت من فوق سريري
فتأكدت أنه " حلم " جميل جدا
وليس بكابوس أو غفوه.
0 تعليق