نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسارات نزول نتانياهو عن سقف الشروط العالية..., اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 03:18 صباحاً
رغم مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالرغم من المجازر التي أقدم على إرتكابها، في تحقيق أحد أهم الأهداف التي وضعها في بداية العدوان، أي إعادة الأسرى لدى حركة "حماس"، ما سيفرض عليه، في نهاية المطاف، الذهاب إلى إتفاق مع الحركة، بغض النظر عن شكل هذا الإتفاق.
ومنذ أن قرر توسيع دائرة العدوان على لبنان، عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تكرار الأمر نفسه، بالنسبة إلى السقف العالي من الشروط، للموافقة على إتفاق لوقف إطلاق النار، لكن بسبب إداركه أنه لا يستطيع تكرار سيناريو غزة، على عكس ما يظن الكثيرون، ذهب إلى التسويق لمسودات إتفاق من الممكن الوصول إليها، رغم أن الجميع يدرك أن ما تتضمنه لا يمكن أن يوافق عليه الجانب اللبناني.
قبل الإنتخابات الأميركية، لم يكن من الممكن توقع موافقة نتانياهو على الذهاب إلى أي إتفاق، خصوصاً أن الرجل كان يراهن على الدور الذي من الممكن أن يلعبه في هذا الإستحقاق، في سياق السعي إلى إيصال مرشحه المفضل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لكن بعد هذه الإنتخابات باتت الأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات، حيث أقصى ما يُطرح، بحسب ما تشير أوساط متابعة عبر "النشرة"، هو أن يحصل رئيس الوزراء الإسرائيلي على فترة سماح، تمتد حتى تسلم ترامب مهامه بشكل رسمي.
إنطلاقاً من ذلك، كان التحرك الإسرائيلي على أكثر من جهة، خصوصاً نحو موسكو وواشنطن، حيث السعي إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية تعوض خيار الإستمرار في العدوان على لبنان، وبالتالي تحقيق ما كان يطرحه من أهداف، لكن الأوساط نفسها تلفت إلى أن تل أبيب لا تزال تصطدم بأمرين: الأول هو أن "حزب الله" لا يزال يصر على رفض ما يُطرح، على قاعدة أن الأفضل، في ظل ما هو معروض، الإستمرار في الحرب، أما الثاني فهو عدم القدرة على إقناع روسيا بلعب دور الشرطي، على الحدود اللبنانية السورية.
بناء على ما تقدم، يمكن النظر إلى التصعيد الذي بادر إليه الجيش الإسرائيلي، في الأيام الماضية، سواء بالنسبة إلى العودة إلى النهج التدميري في الضاحية الجنوبية، أو بالنسبة إلى ملاحقة النازحين في المناطق التي تُصنف آمنة، أو حتى الإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من العمليات البرية.
في هذا الإطار، تشير الأوساط المتابعة إلى أن إرتفاع وتيرة العمليات العسكرية، خصوصاً على مستوى الغارات الجوية، من قبل تل أبيب، لا يمكن النظر إليه على أساس أنها رد على ما يقوم به "حزب الله"، من عمليات إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو الداخل الإسرائيلي، فقط، بل هو ينم، بالدرجة الأولى، عن رغبة في الإنتهاء من هذه الحرب خلال وقت قريب، لكن وفق السقف العالي من الشروط المطروحة.
هنا، تذهب الأوساط نفسها إلى طرح أكثر من سيناريو، بالنسبة إلى مسار العمليات العسكرية، حيث تلفت إلى أن تراجع الجانب الإسرائيلي يتوقف على أمرين: الأول هو التعرض لخسائر كبيرة، تدفعه إلى خفض سقف شروطه، أما الثاني فهو بروز ضغط أميركي، من جانب فريق عمل ترامب، يصب في هذا الإتجاه، على قاعدة أن الرهان على إدارة جو بايدن لم يعد مجدياً، أما بقاء الأمور على ما هي عليه فقد يؤدي إلى إستمرار العدوان فترة أطول.
في المحصّلة، تشير هذه الأوساط إلى أن ما ينبغي البحث فيه، في هذا المجال، هو قدرة تل أبيب على التحكم في وتيرة المواجهة العسكرية، أي الإستمرار وفق الوتيرة التي تراها مناسبة، حيث ترى أن هذا هو ما دفعها إلى الإستمرار في العدوان على غزة كل هذا الوقت، الأمر الذي يقود حكماً إلى السؤال عن قدرة "حزب الله"، بعد إثبات نجاحه في المواجهات البرية، على الذهاب أبعد من النمط الحالي، بالنسبة إلى عمليات إستهداف الداخل الإسرائيلي.
0 تعليق